للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأوذى وهو لا يرجع (١) ورأيت بخط جمال الدين الإِمام يقول انظر إلى هذا الظالم - يعنى - فيما أظن - ابن رجب، إذ تسبب في أذاه بسبب الفتوى بالطلاق الثلاث - كيف فعل بهذا العبد الصالح، يعنى شمس الدين هذا. قال ابنُ قاضى شهبة: وكان متقشفا باكيا منجمعا عن النَّاس، وعن الاختلاط بأرباب الدُّنيا وكان له حانوتٌ يعمل فيه الأزواد حين كان يطلبُ معنا ودارَ مدة ثم ترك مدة ثم ترك ذلك وأمّ بالضّيائية وبالجوزية، ولم يكن الحنابلة ينصفونه. عوقب في العسر، ولما انفصل التتار بقى سالمًا إلى أن مات توفى فى شعبان من سنة ثلاث وثمانماية. وقال غيره: محمد بن خليل بن محمد بن طوغان الدّمشقى الحريرى الحنبلى المُنصفى بضم أوله ولد سنة ست وأربعين وأتْقن وألف وجمع وكان قد تخرج بابن المحب وابن رجب وأفتى، مع الانجماع والتقشف، مات سنة ثلاث في الفتنة بعد عقابٍ كبير وحصلت له محن بسبب مسألةِ الطلاق. قال ابن ناصر الدِّينِ اجتمعتُ به بدمشق وأعجبنى سَمْتُهُ. وقال ابن حجر: كان فقيهًا محدِّثًا حافِظًا، قرأ الكتب وحرر، وضبطَ. وحرر.


(١) ذكر ابنُ فهدٍ في لحظ الألحاظ ذيل تذكرة الحفاظ: ١٨٥ بصفته أحد الحفاظ، وأثنى عليه بما تقدّم ذكره.
إلا أنّ ذكره والثنا عليه لم يقع موقعًا حسنًا على نفس زاهد الكوثرىّ ولم يجد ما يطعن به على الرّجل، لأن ثناء العلماء عليه ظاهر لكنه أطلق لسانه - كعادته في الطعن في السلف - على شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - ووصفه في حاشية الصفحة المذكورة من ذيل تذكرة الحفاظ - بأنّه مموّه وأَنَّه وأتباعه من المجترئين على تحليل المحرّم. ونقل عن تقى الدين الحُصينى أنهم يتقاضون ممن وقع في مأزق من أمر النكاح والطلاق نحو خمسة دراهم فيفتون له بأن النكاح صحيح وأن الطلاق غير واقعٍ؟! ثم وصف الكوثَرِىَ ابنَ تيميَّة بالمجون، وأنه آية التضليل؟!
وأقول: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}.