للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

اسْتِقْبَالُ القِبْلَةِ شَرْطٌ في صِحَّةِ الصَّلاَةِ (١) ؛ إلاَّ في حَالِ الْمُسَايَفَةِ (٢) ، والنَّافِلَةِ في السَّفَرِ؛ فَإِنَّهُ يُصَلِّي حَيْثُ تَوَجَّهَ. فَإِنْ أَمْكَنَهُ افْتِتَاحُ الصَّلاَةِ إلى القِبْلَةِ؛ لَزِمَهُ ذَلِكَ (٣) ، وتَمَّمَ الصَّلاَةَ عَلَى حَسَبِ حَالِهِ، وَسَوَاءٌ كَانَ رَاكِباً، أَوْ مَاشِياً.

والفَرْضُ في القِبْلَةِ إِصَابَةِ العَيْنِ. فَمَنْ قَرُبَ مِنْها، أَوْ مِنْ مَسْجِدِ الرَّسُوْلِ - صلى الله عليه وسلم -؛ لَزِمَهُ ذَلِكَ بِيَقِيْنٍ، وَمَنْ بَعُدَ عَنْهَا، فَبِالاجْتِهَادِ.

وَقَالَ الْخَرْقِي (٤) : يَجْتَهِدُ إلى جِهَتِهَا في البُعْدِ (٥) .

فَإِنْ أَخْبَرَهُ ثِقَةِ عَنْ عِلْمٍ؛ صَلَّى بِقَوْلِهِ، وَلَمْ يَجْتَهِدْ.


(١) لقوله تَعَالَى ذكره: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه} . البقرة: ١٤٤.
(٢) المسايفة: المقاتلة، مأخوذة من (تسايفوا) إذَا تضاربوا بالسيوف، انظر: التاج ٢٣/٤٨٢ (سيف) .
(٣) وجاء في المقنع: ٢٦: إن في ذَلِكَ رِوَايَتَيْنِ، وَفِي المغني ١/٤٤٨ كَذلِكَ.
(٤) هُوَ أبو القاسم عُمَر بن الْحُسَيْن بن عَبْد الله بن أحمد الخرقي، نِسْبَة إلى بيع الخرق، كَانَ من سادات الفُقَهَاء والعباد، لَهُ المختصر. انظر: طبقات الحنابلة ٢/٦٤، ووفيات الأعيان ١/٤٤١، والمنهج الأحمد ١/٣٥٨، ومختصر طبقات الحنابلة: ٣١.
(٥) انظر: المغني ١١/٤٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>