للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

:

هُوَ أحد الأسباب الرئيسة الَّتِيْ تدخل الاختلاف في المتون والأسانيد؛ لأن التدليس يكشف عَنْ سقوط راوٍ أحياناً فيكون لهذا الساقط دور في اختلاف الأسانيد والمتون ولما كَانَ الأمر عَلَى هَذِهِ الشاكلة، فلابدّ لنا من تفصيل القَوْل في التدليس:

فالتدليس لغة: من الدَّلَسِ - بالتحريك - وَهُوَ اختلاط الظلام، والتدليس: إخفاء العيب وكتمانه (١) .

أما في الاصطلاح، فإن التدليس عندهم يتنوع إلى عدة أنواع:

الأول: تدليس الإسناد:

وَهُوَ أن يروي الرَّاوِي عمن لقيه ما لَمْ يسمعه مِنْهُ بصيغة محتملة (٢) .

والمراد من الصيغة المحتملة: أن لا يصرح بالسماع أَوْ الإخبار مثل: حَدَّثَنَا، وأخبرنا (٣) وأنبأنا، وسمعت، وَقَالَ لنا، وإنما يجيء بلفظ يحتمل الاتصال وعدمه، مثل: إن، وعن، وَقَالَ، وحدّث، وروى، وذكر، لذا لَمْ يقبل الْمُحَدِّثُوْنَ حَدِيْث المدلس ما لَمْ يصرِّح بالسماع (٤) .

الثاني: تدليس الشيوخ:


(١) الصحاح ٣/٩٣٠، ولسان العرب ٦/٨٦، وتاج العروس ١٦/٨٤ مادة (دلس) .
(٢) انظر: مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: ١٠٣، وجامع الأصول: ١٦٧، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: ٦٦ طبعة نور الدين و ١٥٧ طبعتنا، وإرشاد طلاب الحقائق ١/٢٠٥، وجامع التحصيل: ٩٧، وشرح ألفية العراقي: ٣٣ للسيوطي، وتوضيح الأفكار ١/٣٤٧، وظفر الأماني: ٣٧٤.
(٣) ثُمَّ شاع تخصيص " أخبرنا " في العصور المتأخرة بالإجازة. انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: ٦٦ طبعة نور الدين، و ١٥٩ طبعتنا.
(٤) انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: ٦٧ طبعة نور الدين و ١٥٩ طبعتنا، وإرشاد طلاب الحقائق ١/٢١٠، والتقريب: ٦٥، والمقنع ١/١٥٧، وشرح التبصرة والتذكرة ١/١٨٤ الطبعة العلمية، و١/٢٣٢ طبعتنا، والعواصم والقواصم ٣/٦٠، وطبقات المدلسين: ١٦.

<<  <   >  >>