للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: ((لَوْ كَانَ أحدنا قاضياً لضربنا بالجريد (١) فقيهاً لا يتعلم الْحَدِيْث ومحدّثاً لا يتعلم الفقه)) .

وَقَدْ نبّه الْحَاكِم النيسابوري عَلَى أن علم الفقه أحد العلوم المتفرعة من علم الْحَدِيْث، فَقَدْ قَالَ: ((مِنْ علم الْحَدِيْث مَعْرِفَة فقه الْحَدِيْث،إِذْ هُوَ ثمرة هَذِهِ العلوم، وبه قوام الشريعة، فأما فقهاء الإسلام أصحاب القياس والرأي والاستنباط والجدل والنظر فمعروفون في كُلّ عصر وأهل كُلّ بلد، ونحن ذاكرون بمشيئة الله في هَذَا الموضع فقه الْحَدِيْث، عَنْ أهله ليستدل بِذَلِكَ عَلَى أن أهل هَذِهِ الصنعة من تبحر فِيْهَا لا يجهل فقه الْحَدِيْث، إِذْ هُوَ نوع من أنواع هَذَا العلم)) (٢) .

ثُمَّ إنا نلاحظ أن العلماء من أهل الفقه والحديث قَدْ ألّفوا كتباً جامعة تناولوا فِيْهَا الاختلافات فأبدعوا فِيْهَا؛ لذا نجد أن الإمام الشَّافِعِيّ ألّف فِي اخْتِلاَفِ الْحَدِيْث (٣) ، ثُمَّ تبعه ابْن قتيبة (٤) ، وأبو يَحْيَى زكريا بن يَحْيَى الساجي (٥)


(١) الجريد: الجريدة هِيَ سعفة طويلة رطبة، والجريد: الَّذِيْ يجرد عَنْه الخوص، ولا يسمى جريداً ما دام عَلَيْهِ الخوص وإنما يسمى سعفاً. انظر: تاج العروس ٧/٤٩٢ (جرد) .
(٢) مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: ٦٣.
(٣) مطبوع في آخر كتاب الأم، وطبع مفرداً عام ١٤٠٦ هـ‍- ١٩٨٦ م عَنْ دار الكتب العلمية.
(٤) هُوَ عَبْد الله بن مُسْلِم بن قتيبة الدِّينوري، أبو مُحَمَّد، الكاتب الثقة، سكن بغداد، صاحب التصانيف مِنْهَا: " عيون الأخبار " و" غريب الْحَدِيْث " و" تأويل مختلف الْحَدِيْث " وغيرها، توفي سنة (٢٧٦ هـ‍) . تاريخ بغداد ١٠/١٧٠-١٧١، وسير أعلام النبلاء ١٣/٢٩٦، وميزان الاعتدال ٢/٥٠٣.
وكتابه مطبوع أكثر من مرة.
(٥) هُوَ زكريا بن يحيى بن عَبْد الرحمان البصري أبو يحيى الساجي، محدِّث البصرة وشيخها، من كتبه:
" اختلاف العلماء " و " علل الْحَدِيْث " وغيرهما، توفي سنة (٣٠٧ هـ‍) .
سير أعلام النبلاء ١٤/١٩٧-٢٠٠، والبداية والنهاية ١١/١١١، وشذرات الذهب ٢/٢٥٠-٢٥١.

<<  <   >  >>