للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

: ((لا ينبغي لأحد أن يفتي الناس حَتَّى يَكُوْن عالماً باختلاف الناس)) (١) .

هذا وغيره من أقوال الأئمة النقاد في حثهم عَلَى تعلّم الاختلافات ودراستها حَتَّى يخرج طالب العلم فقيهاً محدّثاً، وَقَدْ أدرك الصدر الأول من أهل العلم أهمية ذَلِكَ للفقيه والمحدِّث، وأنَّ الفقه والحديث صنوان لا ينفكان وتوأمانِ مُتلازمان لا غِنَى لأحدهما عَنْ الآخر، ومَنْ كَلَّ في أحدهما خيف عَلَيْهِ السقط في الآخر وَلَمْ يُؤْمَن عَلَيْهِ من الغلط، بَلْ ربما كَانَ مدعاة للوهم والإيهام. ونجد السابقين من العلماء حثوا عَلَى تعلم العلمين، نقل الكتاني (٢) في " نظم المتناثر" (٣) عَنْ سفيان الثوري (٤) وسفيان بن عيينة وعبد الله بن سنان (٥)


(١) جامع بيان العلم ٢/٤٦.
(٢) هُوَ مُحَمَّد بن جعفر بن إدريس الكتاني، أبو عَبْد الله، مؤرخ محدّث، مكثر من التصنيف، ولد بفاس سنة (١٢٧٤ هـ‍) ، من تصانيفه " الرسالة المستطرفة " و " سلوة الأنفاس "، توفي سنة (١٣٤٥ هـ‍) .
معجم المؤلفين ٩/١٥٠. الأعلام ٦/٧٢-٧٣.
(٣) ص: ٨.
(٤) هُوَ سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أَبُو عَبْد الله الكوفي: ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، توفي سنة (١٦١ هـ‍) .
طبقات خليفة: ١٦٨، وسير أعلام النبلاء ٧/٢٢٩، والتقريب (٢٤٤٥) .
(٥) هُوَ عَبْد الله بن سنان الهروي نزيل البصرة، سَمِعَ ابن المبارك وغيره، رَوَى عَنْهُ ابن المديني وابن المثنى، قَالَ البخاري: ((أحاديثه معروفة)) وثقه أبو داود.
التاريخ الكبير ٥/١١٢، والجرح والتعديل ٥/٦٨، وميزان الاعتدال ٢/٤٣٧ (٤٣٧١) .

<<  <   >  >>