للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنظر العميق في التعرف عَلَى الاختلافات في المتون والأسانيد لَهُ أهمية بالغة للفقيه فضلاً عَنْ المحدِّث؛ لأن الفقيه لا يستطيع أن يعرف صحة الْحَدِيْث من عدمها حَتَّى يقر في نفسه ويعتقد أنّ هَذَا الْحَدِيْث خالٍ من الخلل والوهم بسبب الاختلافات. والنظر والتنقير في الترجيح بَيْنَ الاختلافات عَلَى حسب المرجحات والقرائن المحيطة بالحديث تعطي الفقيه والمحدّث مَعْرِفَة هل أنّ الْحَدِيْث صالح للاحتجاج والعمل أم لا؟

إنّ جهابذة الْحَدِيْث ونقاده وصيارفته وأفذاذه حثوا عَلَى مَعْرِفَة الاختلافات، فَقَالَ الإمام أحمد بن حَنْبَل – يرحمه الله –: ((إن العالم إذا لَمْ يعرف الصَّحِيْح والسقيم، والناسخ والمنسوخ من الْحَدِيْث لا يسمى عالماً)) (١) .

وَقَالَ قتادة (٢) : ((من لَمْ يعرف الاختلاف لَمْ يشم أنفه الفقه)) (٣) .

وَقَالَ سعيد بن أبي عروبة (٤) : ((من لَمْ يَسْمَع الاختلاف فلا تعدوه عالماً)) (٥) .

وَقَالَ عطاء بن أَبِي رباح (٦)


(١) مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث، للحاكم: ٦٠.
(٢) هُوَ قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري: ثقة ثبت، ولد أكمه، مات سنة مئة وبضع عشرة.
تهذيب الأسماء واللغات ١/٥٧، وسير أعلام النبلاء ٥/٢٦٩، والتقريب (٥٥١٨) .
(٣) جامع بيان العلم ٢/٤٦.
(٤) هُوَ سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري مولاهم، أبو النضر البصري، أول من صنف في السنة النبوية: ثقة حافظ مدلس، اختلط في أثناء عمره، مات سنة (١٥٦ هـ‍) وَقِيْلَ سنة: (١٥٧ هـ‍) .
انظر: تذكرة الحفاظ ١/١٧٧، وسير أعلام النبلاء ٦/٤١٣، والتقريب (٢٣٦٥) .
(٥) جامع بيان العلم ٢/٤٦.
(٦) هُوَ عطاء بن أبي رباح، واسم أبي رباح أسلم، القرشي مولاهم، المكي: ثقة فقيه فاضل، كثير الإرسال، مات سنة (١١٤ هـ‍) ، في أشهر الأقوال.
الجرح والتعديل ٦/٣٣٠، وسير أعلام النبلاء ٥/٧٨، والتقريب (٤٥٩١) .

<<  <   >  >>