«و» الثالثة: «الإحسان». وهذه المراتب مستفادة من حديث جبريل ﵇ كما سيأتي.
قال الشيخ:«وكل مرتبة لها أركان».
«فأركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام».
فهذه هي أصول الدين الظاهرة، ثم ذكر الدليل على كل ركن من هذه الأركان، فقال:«فدليل الشهادة»؛ أي: فدليل شهادة أن لا إله إلا الله، «قوله تعالى: ﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمَاً بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم (١٨)﴾ [آل عمران]»، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون (٢٥)﴾ [الأنبياء]، وقال تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين (٥)﴾، والأدلة على هذا كثيرة.
قال الشيخ:«ومعناها»؛ أي: شهادة أن لا إله إلا الله: «لا معبود بحق إلا الله»؛ أي أن كل معبود سوى الله باطل.
فآلهة المشركين معبودة بغير حق، فهي باطلة، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾ [الحج: ٦٢]، ولما قال لهم النبي ﷺ:«قولوا: لا إله إلا الله»، قالوا: ﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا﴾ [ص: ٥](١).
(١) رواه أحمد (١/ ٢٢٧)، وصححه الترمذي (٣٢٣٢)، وابن حبان (٦٦٨٦)، والحاكم (٢/ ٤٣٢) من حديث ابن عباس ﵄.