القرآن» مساهمة في تصحيح ما انحرفت إليه بعض الحركات الإسلامية، حيث تحولت مجالسهم التربوية، إلى اعتماد كتاب فلان، أو علان، من التآليف الفكرية البشرية؛ منهاجاً للدين والتدين. وهذا خطر كبير قد بيناه من قبل (١)، إذ بسببه يصيب الدعوات ما يصيبها من أنانية، وذاتية، وشركية نفسية في كثير من الأحيان. إن التربية الدعوية لا يمكن أن تستقيم على التوحيد الاعتقادي والعملي والوجداني؛ إلا بالتعلق المصدري بكتاب الله وسنة رسول الله في المجال التربوي، بالنسبة للمربي والمتربي سواء. فتدبر .. ثم أبصر!
وقد تبين مما سبق أن عملنا يقوم على منهج واضح وبسيط: الاعتصام بالقرآن آية آية؛ مصدراً أول للتدين، والدعوة إليه، والاعتصام بالشمائل المحمدية نموذجاً أعلى للتطبيق. فهو قسمان، وكلاهما يجب أن تترجمه (مجالس القرآن)، وبيان ذلك كما يلي:
تبصرة: القسم الأول: اُسْلُكْ نفسَكَ وصاحبك في مجلس من (مجالس القرآن)، وسِرْ من خلالها إلى الله. لا تهتم كثيراً -في هذا الشأن خاصة- بالتنظيمات والجماعات، فما نحن فيه أعم -من وجه- بكثير مما هي فيه، وهما أمران لا يتعارضان.
(١) انظر التوحيد والوساطة في التربية الدعوية للكاتب، الجزء الأول، نشر وزارة الأوقاف القطرية ضمن سلسلة كتاب الأمة. العدد: (٤٧).