للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تبصرة في المنهج

إن عودتي إلى القرآن؛ مدارسة وتدبراً؛ كشفت لي أنني كنت أمر على كثير من الآيات دون أن أبصرها!

نعم! لقد قادني التدبر للقرآن العظيم إلى أن أكتشف أن النظر لا يغني عن الإبصار! (١).


(١) لابد من الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم؛ فقد كان لأستاذي العالم المربي، الدكتور الشاهد البوشيخي حفظه الله وسلمه الأثر الأول في إثارة انتباهي إلى الأسرار الدعوية للقرآن العظيم، وما ينطوي عليه من كنوز، ومفاتيح لكثير مما يختلف فيه الناس اليوم من قضايا تجديد الدين، وذلك من خلال ما تلقيناه عنه من دروس علمية وتربوية، في وقت كان الالتفات إلى هذا نادراً، فله من الله الجزاء الأوفى على ما علّم وربى.
ثم لابد بعد ذلك من ذكر ما كان لرسائل بديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله من أثر كبير في تجلية هذا المعنى في قلبي، ذلك أنه رحمه الله إنما كان يتعامل مع القرآن بمنهج إبصاري.
فقد كان مبدؤه في ذلك قوله: (كن من شئت وأبصر! وافتح عينيك فحسب؛ وشاهد الحقيقة! وأنقذ إيمانك الذي هو مفتاح السعادة الأبدية!) (الملاحق:١٠٥) فمثلاً في سياق تفسير قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ =

<<  <   >  >>