إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه» (١).
٤ - وأما التدبر: فهو -كما سبق بيانه- أنك إذ تقرأ الآيات، وتدرس، وتتعلم؛ تنظر إلى مآلاتها، وعواقبها في النفس وفي المجتمع؛ فتبصر حقائقها الإيمانية إبصاراً؛ فتكتسب بذلك من الصفات، ما يعمر قلبك بالإيمان، ويثبت قدمك في طريق المعرفة الربانية، ونحو ذلك من المعاني، مما فصلناه قبل في محله، فلا حاجة لتكراره.
ذلك كله هو أساس التزكية، ومقياس التصفية، ومنهاج التربية، وسلم العروج إلى رضى الرحمن، فاقرأ القرآن، وتدارس، وتعلم، وتدبر ثم أبصر! حتى يأتيك اليقين.
فاصبر على هذا المنهج؛ فإن كل آية تسلمك إلى الأخرى، وتفتح لك باب أسرارها وأنوارها، فتتبع مسالك النور حتى تصل، إن شاء الله.
ذلك هو الاعتصام بكتاب الله، وأما الاعتصام بالشمائل المحمدية نموذجاً أعلى للتطبيق؛ فهو:
تبصرة: القسم الثاني: وهو أن تتبع معالم سَيْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ذلك، وهي مبثوثة في كل كتب السنة وعلومها، إلا أن أجمع علوم السنة الموضوعة لبيان هذا المنهج؛ هو