للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إنك لو قرأت القرآن بهذا المنطق لوجدت عجبّاً!

فسؤالك يا صاحبي يقوم على استيعاب هذا المعنى أولاً، أعني أن تجديد الدين يقوم أساساً على تبين ما {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}؟ ثم كيف الاستقامة عليه؟ وبغير ضبط (الحقيقة الرسالية) للقرآن فلا ضمان أن تكون محاولات التصحيح خارج {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}. وليس عبثاً أن يكون ذلك هو دعاء المسلم في كل صلاة، سبع عشرة مرة في اليوم والليلة على الأقل، اصبر عليّ يا صاح، واقرأها الآن مرة أخرى، اقرأها فأنت مأجور على كل حال إن شاء الله، اقرأها وتدبرها قليلاً؛ كلمةً كلمةً، ثم استأنف بعد ذلك قراءة هذا الكتيب: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفاتحة:٦،٧].

مهم جدّاً أن تستحضر في ذهنك ووجدانك؛ أن القرآن يخبرنا عن نفسه؛ أنه رسالة، جاءت تحمل (الهداية) للناس الحيارى -وكل الناس لولا الدين حيارى- ويرسم لهم معالم الصراط المستقيم، فتدبر قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ} [الشورى:٥٢،٥٣].

<<  <   >  >>