للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من رجل ولربما احتقرت كثيرًا منه على حرارته ومرارته ونكده مخافة ما هو احف (٥) منه وأمر وأقطع وأنكد.

وفى ذلك أقول شعرًا:

لقد أسمع القول الذي كاد كلما ... يذكر فيه الدهر قلبى يصدع

فأبدى لمن أبداه منى بشاشة ... كأنى مسرور بما منه أسمع

وما ذاك من عجب به غير أننى ... أرى أن ترك الشر للشر أقصع (٦)

وقال في ذى الوجهين:

من أظهر ما تحب أو تكره فإنما يقاس ما أضمر بما أظهر لأنك لا تقدر أن تعرف ما أَسر.

وقال:

ليس المثنى إذًا لغيب سوءه ... عندى بمنزلة المثنى المعلن

من كان يظهر ما أحب فإنه ... عندى بمنزلة الأمين المحسن

والله أعلم بالقلوب وإنما ... لك ما بدا لك منهم بالألسن

ولقد يقال خلاف ذلك إنما ... لك ما بدا لك منهم بالأعين

وقال في الصدود:

أما بعد فقد احضرتنى من صدك ما آيسنى من ودك، ولم تزل تجرى في لحظك, ما يدخلنى في رفضك، ويدلنى على غل صدرك.

وفى ذلك أقول شعرًا:

تظل في قلبه البغضاء كامنة ... فالقلب يكتمها والعين تبديها

والعين تعرف في عين محدثها ... من كان حزبها أو من يعاديها


(٥) (احف): هكذا كالأصل ولعل الصواب [أحر].
(٦) أقصع: من قصع وقصع الرجل - قصعًا: شرب الماء جزعًا والدابة المجترة: ردَّت الطعام إلى فمها لتمضغه وفلانًا: قمعه وصغره وحقَّره.
الوسيط (٢/ ٧٤٠)، والمعنى والله أعلم أقصع: أقمع.

<<  <   >  >>