للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحرجك وإما بفعال يقدحك، وإن دعاهم إلى ذلك فضلك أجابوا إما بثناء يرفعك أو بجزاء ينفعك.

[حقوق الأخوة]

وقال في معرفة الإخوان:

إنك لن تعرف أخاك حق المعرفة، ولن تخبره حق المخبرة، ولن تجربه حق التجربة وإن كنتما في دارٍ واحدة حتى تسافر معه أو تعامله بالدينار والدرهم أو تقع شدة أو تحتاج اليه. في مهمة فإذا بلوته (١٦) في هذه الأشياء فرضيته فانظر فإن كان أكبر منك فاتخذه أبًا وإن كان أصغر منك فاتخذه ابنًا، وإن كان مثلك فاتخذه أخًا، كن به أوثق منك بنفسك في بعض المواطن.

وقال: كن مع الكريم على حذر إن أهنته، ومن اللئيم إن أكرمته، ومن العاقل إن أحوجته، ومن الأحمق إن مازحته، ومن الفاجر إن عاشرته، ولا تدل على من لا يحتمله إدلالك، ولا تقبل على مَن لا يحب إقبالك وكن حذرًا كأنك غَرٌّ (١٧)، وكن ذاكرًا كأنك ناس، والزم الصمت إلى ما يكرمك التكلم فما أكثر من يندم إذا نطق، وأقل من يندم إذا لم ينطق وإذا أمليت فعند ذلك جودة منطقك، وقلة زللك وسعة عفوك وقلة حيلتك ومنفعة قوتك وحسن تخلصك.


(١٦) بلوته: من بَلَاهُ - بلوًا، وبَلاءً: اختبره وفى التنزيل العزيز: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} الوسيط (١/ ٧١).
(١٧) غَرٌّ الرجلُ: كان ذا غفلةٍ وقلة فطنة. الوسيط (٢/ ٦٤٨).

<<  <   >  >>