للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[طبيعة بني آدم]

واعلم أن ابن آدم أعزُّ من الأسد، وأشد من العمد ما لم يصبه أدنى شوكة، وأدنى مرض، وأدنى مصيبة.

فإذا أصابه شيء من ذلك وجدته أهون من الذرة، وأمهن من البعوضة، فلا تغررك تجبره وتكبره وتفَرْعُنه واستطالته.

وفي ذلك أقول شعرًا:

ولا تمش فوق الأرض إلَّا تواضعًا ... فكم تحتها قوم هم منك أرفع

فإن كنت في عزٍّ وحرز ومنعة ... فكم طاح من قوم هم منك أمنع

وقال في الغَنَاء والقنوع: إن الغناء في القلب فمن غنيت نفسه وقلبه غنيت يداه، ومن افتقر قلبه لم ينفعه غناء.

وفي ذلك أقول شعرًا:

إذا كان المرء لم ينفع بشيء فإنه ... وإن كان ذا مال من الفقر موقر

إذا كان فضل الله يغنيك عنهم ... فأنت بفضل الله أغنى وأيسر

[خير الاستشارة]

وقال في الرأى والمشاورة: إذا استشير نفر أنت أحدهم فكن آخر من يشير فإنه أسلم لك من الصدق، وأبعد لك من الخطأ، وأمكن لك من الفكر وأقرب لك من الجزم.

ومن الرجال إذا أحلامهم [ندابوا] (٦٥) ... من يستشار إذا استشير فيطرق


(٦٥) ما بين المعكوفتين: سقط أثبتناه حتي يستقيم الوزن والمعني.

<<  <   >  >>