فجاء باللغتين معاً.
وقال بعض: التخفيف لما مضى، والتثقيل لما يستقبل، واحتج بقول الله، عز وجل: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}. أي: ستموت وسيموتون، والله أعلم.
وأصل الإنسان: إنسيان، يظهر لك في التصغير، تقول: أنيسيان، وتجمع: أناسي، ومرجع المد الذي حذف وهو الياء.
ومن العرب من يقول في إنسان: إيسان، بالياء، ويجمعه: أياسين. وقد جمعوا إنساناً: أناسية. ومنهم من يجمع الإنسان: أناسين مثل: بستان وبساتين.
فأما قوله تعالى: {وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً}، فقيل: واحدهم إنسي.
والعرب توقع الإنسان على المذكر والمؤنث والواحد والجميع. ومنهم من يقول في المؤنث: إنسانة.
وقال:
إنسانة تسقيك من أسنانها ... خمراً حلالاً، مقلتاها عنبه
وأصل آدم: أأدم، فجعلوا الهمزة الساكنة ألفاً لانفتاح ما قبلها.
وأصل الناس: النيس، فصارت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها. وقرأ الكسائي "الناس" بالإمالة. وإنما أمال ليدل على ألف منقلبة من ياء.
وقال ابن الأنباري: الأصل في الناس: النُّوس. وقال سيبويه: أصل الناس: الأناس، فتركوا الهمزة تخفيفاً، وأدغموا اللام في النون.
وأصل الأيام: أيوام، والياء منها مثقلة. ويدلّك على أصل الواو أنك تقول: يوم. وله تمام في حرف الياء من هذا الكتاب إن شاء الله.
وكذلك: سيئة، الياء مثقلة؛ لأن الأصل: سيِّوة، فقلبت الواو ياء، وأُدغمت فيها.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute