. . . . . . فإنها سماع بينهم واتباع لهم، وأخذٌ عنهم. . . . . . عليها.
وقد ألّفْتُ هذا الكتاب في أصول اللغة و. . . . .، وذكرت أحرفاً من دخيل غيرها فيها، وفسرت شيئاً من الكلام الجاري على ألسنتهم، لا يعرف معناه، ولا يقف على فحواه، دون الغريب. . . . . . الذي لا يتكلمه إلا متفيهق، ولا يتكلفه إلا متعمق، ولا يحسن أن يؤتى به إلا في الشِّعْر والخُطَب. ورتبته على حروف المعجم؛ ليكون أسهل معرفة، وأقل كلاماً. وسميته بكتاب "الإبانة".
ومعنى الإبانة في اللغة: الظهور والوضوح، من قولهم: بان الصُّبْحُ، إذا ظهر ضياؤه. ويقال: بانَ الشيء يَبِينُ إِبانَة، فهو مُبِين. وتَبَيَّنَ يتبيّن تَبَيُّناً فهو مُتَبَيِّن. واستبان يَسْتَبينُ استبانَةً، فهو مستبين، بمعنى واحد. والاسم: البَيانُ والتِّبيان.
وقال:
ففي هذا بيان إن عقلتُم ... وقد يُنجي من الجهلِ البَيانُ
ويقال أيضاً: بان الشَّيْءُ من الشَّيْء، إذا انفصل، يَبين بيناً وبيْنُونَةً.
والإعراب في اللغة يسمى إبانة، يقال: قد أعرب فلان عن كذا، إذا أبان. والعرب تقول للبهمى: العِرْب واحدته عِرْبة. وإنما قيل له العِرب؛ لأن الشوك إنما يظهر فينماز الورق، [أي]، إنه قد بانَ من العِرْب.
وإلى الله تعالى الرغبة في إفهامِيَهْ، وإقداري على إتمامِيَهْ، إنه ولي ذلك، والقادر عليه.