إن سأل سائل فقال: ألستم تزعمون أن القرآن نزل بلغة العرب، فهل تجدون في اللغة كقول الله، عز وجل:{ألم ذلك الكتاب} و {ألمص} و {كهيعص}، وسائر ما في القرآن من هذا اللفظ؟ وهل يقول الرجل: لام نون زيد ذاهب؟ أو ميم عمرو ذاهب؟
قيل له: نعم، قد يوجد ما يشبه هذه الفواتح في كلامهم؛ كقولهم: ألا انعم صباحاً. ألا إن زيداً يقول ويفعل كذا وكذا.
يقول امرؤ القيس:
ألا انعم صباحاً أيها الطلل البالي ... وهل ينعمن من كان في العصر الخالي!
وقال أيضاً:
ألا إنني بال على جمل بال ... يقود بنا بال ويحدو بنا بال
فألا من قوله افتتاح كلام وزيادة فيه. وقد تردف ألا بلا أخرى. يقولون: ألالا، كقول الشاعر:
فقام يذود الناس عنها بسيفه ... وقال: ألالا من سبيل إلى هند