قال أبو سعيد: فالله المُتَكَلِّمُ أَوْلاً وآَخِرًا، لم يَزَلْ لَهُ الكَلامُ إِذْ لا مُتَكَلِّمٌ غَيْرُهُ، ولا يَزَالُ له الكَلاَمُ إِذْ لاَ يَبْقَى مُتَكَلِّمٌ غَيْرُهُ.
فيقول:{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}[غافر: ١٦] أنا المَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأرضِ؟ فلا يُنكِرُ كلامَ اللهِ - عز وجل - إلا مَنْ يُرِيدُ إِبْطَالَ مَا أَنْزَلَ اللهُ - عز وجل -، وكيف يعجز عن الكلام من عَلَّمَ العِبَادَ الكَلامَ، وأَنْطَقَ الأَنَام؟!
قال الله في كتابه: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (١٦٤)} [النساء: ١٦٤] فهذا لا يحتمل تأويلا غير نفس الكلام، وقال لموسى:{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي}[الأعراف: ١٤٤].
قال عُبَيدُ بنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ في تفسيرها قال: قال آدم لربه وذكر خطيئته: رَبِّ أَشَيءٌ كَتَبْتَهُ عليَّ قَبْلَ أن تخلُقَنِي، أَمْ شيءٌ ابْتَدَعْتُهُ؟ فقال: بل شيءٌ كَتَبْتُهُ عَلَيْكَ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَكَ، قال: فكما كَتَبْتَهُ عليَّ، فَاغْفِرْهُ لي، قال: فَهَؤُلاءِ الكَلِمات التِي قال الله - عز وجل - {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}[البقرة: ٣٧].