للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال أبو سعيد: ولو كان على ما يقول هؤلاء الزَّائِغَة أَنَّه في كلِّ مكان؛ ما كان المطرُ أَحْدَثُ عهدًا بالله مِنْ غَيْرِهِ من المياه والخلائِق.

(٣٠) حدثنا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا محمدُ بنُ فُضَيْلٍ، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر ? قال: «لما قُبِضَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال أبو بكرٍ - رضي الله عنه -: أَيُّهَا الناس! إِنْ كَانَ محمدٌ إِلَهَكُم الذي تَعبُدُون؛ فإِن إِلَهَكُم قد مات، وإن كان إِلَهَكُم الله الذي في السَّماء؛ فَإِنَّ إِلهكُم لم يَمُتْ، ثُم تَلاَ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} حتى ختم الآية» (١) [آل عمران: ١٤٤].

(٣١) حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ، قال سمعتُ أَبَا يَزِيدَ يَعْنِي المَدَنِيَّ، قال: «لَقِيَتِ امرأةٌ عُمرَ يقال لها خولةُ بِنْتُ ثَعْلَبة وهو يَسِيرُ مع النَّاسِ، فاسْتَوْقَفَتْهُ فوقَفَ لها، ودَنَا منها، وأَصغَى إِليها رَأْسَهُ حتَّى قَضَتْ حَاجتَهَا وانصرفت، فقال له رجل يا أمير المؤمنين! حبست رجالات قريشٍ على هذه العجوز، فقال ويلك! وهل تدري من هذه؟ قال لا، قال هذه امرأةٌ سمع اللهُ شَكْوَاهَا من فوق سَبْعِ سماوات؛ هذهِ خَولةُ بنتُ ثَعْلَبَة، والله لو لم تنصرف عَنِّي إلي الليل؛ ما انْصَرَفْتُ عنها حتَّى تَقْضِي حاجَتَها إلاَّ أن تَحْضُرَ صلاةٌ فَأُصَلِّيها، ثم أَرْجِعُ إليها حتى تقضي حاجتها» (٢).


(١) صحيح؛ أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٨١٧٦)، البزار (١٠٣)، (٥٩٩١)، وقوام السنة في الحجة في بيان المحجة (٤٩٩)، وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (١٨٨٤١) عن شيخ المصنف، والبيهقي في الأسماء والصفات (٨٩٤) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن جرير بن حازم به.
قال الذهبي في العلو (١٦٩): «هذا إسناد صالح فيه انقطاع؛ أبو يزيد لم يلحق عمر». ... =

= قلت: وللأثر طريق أخرى أخرجها البخاري في التاريخ (٧/ ٢٤٥)، قال: قال محمد بن العلاء نا أبو أسامة قال نا عبد الله بن كهف القشيري قال نا أبِي عن ثمامة بن حزن قال، فذكر عن عمر نحوه، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير عبد الله بن كهف وأبيه لم نجد أحدًا من أهل العلم تكلم فيهما بجرح أو تعديل وقد ذكرهما ابن حبان في الثقات.
وثمة طريق أخرى أخرجها عمر بن شبة في أخبار المدينة (٧٦٠)، من طريق خليد بن دعلج عن قتادة عن عمر، وخليد ضعيف، وقتادة لم يسمع من عمر.
قلت: فالأثر بجموع هذه الطرق محتمل للتحسين والله أعلم.

<<  <   >  >>