قلت: وقد خالف ابنَ إسحاق، عُبَيدُ الله بن عمر العمري، فرواه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، مباشرة دون ذكر عطاء المدني مولى أم صبية، وإسناده صحيح، أخرجه أحمد (٩٥٩١)، وابن حبان (١٥٣١)، وعبد الرزاق في المصنف (٢١٠٦)، والبزار (٨٤٥٠)، وابن المبارك في مسنده (٦٣)، والدارقطني في النزول (٢٨، ٣٢)، وفي العلل (١٠/ ٣٥١)، من طريق العمري، به، وهو الصواب، والله أعلم. (٢) أخرجه أحمد (٩٦٧)، والدارمي (١٤٨٤)، عن يعقوب، به. (٣) أخرجه أحمد (٩٦٨)، والدارمي (١٤٨٣)، والبزار (٤٧٨)، والطبراني في الأوسط (١٢٣٨)، جميعًا، من طريق ابن إسحاق، به.
وهذا إسناد رجاله ثقات غير ابن إسحاق، فقد ذكرنا قبل قليل أنه مختلف في الاحتجاج به، وقد أشار الطبراني في الأوسط عقب روايته لهذا الحديث، إلى تفرد ابن إسحاق به، وأيضا نوَّه البزار على ذلك وقال: لا نعلمه يُروى عن عليٍّ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد صححه العلامة أحمد شاكر في شرحه للمسند، وفي القلب من تصحيح هذا الإسناد شيء، والله أعلم، وقد صح متنه من طرق أخرى لا مجال للشك فيها، والحمد لله رب العالمين.