للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أهلُ الجنةِ إلى شيءٍ أَشْوَقَ مِنهم إلى يوم الجمعة؛ ليزدادوا قُربًا مِن اللهِ ورِضْوَانًا» (١).

(٧٦) حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جَرِيرٌ، عن لَيْثٍ، عن عثمان بن أبي حميد، عن أنس - رضي الله عنه -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

«أتاني جبريل في كَفِّه كالمرآةِ البيضاء، فيها كالنكتة السوداء فقلت: ما هذا الذي في يدك؟ قال الجمعة، قلت: وما الجمعة؟ قال لكم فيها خير، وهو عندنا سيد الأيام، ونحن نسميه يوم القيامة المزيد، قلتُ: ولم ذاك؟ قال: لأن الربَّ تبارك وتعالى اتخذ في الجنة واديًا أَفْيَحَ من مسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة؛ يَنْزِلُ على كرسيه من عِلِّيِّين، أو نزل من عِلِّيين على كرسيه، ثم حَفَّ الكرسي بمنابرَ من ذهبٍ مُكَلَّلَةٌ بالجوهر، ثم يجيء النبيون حتى يجلسوا على تلك المنابرَ، ثم يَنْزِلُ أهلُ الغُرَفِ حتى يجلسوا على ذلك الكَثِيبِ، ثم يَتَجَلَّى لهم


(١) صحيح لغيره، أخرجه الدارقطني في رؤية الله (٧٦)، من طريق محمد بن شعيب، به، وهذا إسناد ضعيف؛ لأجل عمر بن عبد الله مولى غفرة، ضعفه ابن معين، والنسائي، ثم إنه منقطع بينه وبين أنس، قال أبوحاتم الرازي عنه: لم يلق أنسًا.
قلت: لكن تابعه:
(أ) أبو عمران الجوني، أخرجه الطبراني في الأوسط (٢٠٨٤)، عن أحمد بن زهير، عن محمد بن عثمان بن كرامة، عن خالد بن مخلد القطواني، عن عبد السلام بن حفص، عن أبي عمران الجوني، عن أنس، به ومن طريق الطبراني، أخرجه الضياء في المختارة (٢٢٩١)، وإسناد هذه المتابعة حسن؛ رجاله ثقات، غير خالد بن مخلد القطواني؛ وثقه العجلي، وابن شاهين، وقال ابن معين وابن عدي: ما به بأس. ...
(ب) علي بن الحكم البناني، أخرجه أبو يعلى في مسنده (٤٢٢٨)، عن شيبان بن فروخ، عن الصعب بن حزن، عن علي بن الحكم، عن أنس، به. وهذا إسناد حسن.
هذا وقد أخرجه البزار في مسنده (٧٥٢٧)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (٩١)، والطبراني في الأوسط (٦٧١٧)، وفي الأحاديث الطوال (٣٥)، وغيرهم من طرق عن أنس - رضي الله عنه -، ولا تخلو أسانيدها من مقال.

<<  <   >  >>