للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسرائيليات بدون تعقيب عليها أو تنبيه .. ويبدو أنه كان مولعا بالقصص حتى إنه يورد قصصا غاية في الغرابة، وله كتاب اسمه العرائس في قصص الأنبياء غاية في الغرابة أيضا.

وقد جرّ الثعلبي على نفسه بإكثاره من إيراد الإسرائيليات اللوم والنقد اللاذع من بعض العلماء، قال عنه ابن تيمية: (والثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين، وكان حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع ..).

وقال الكتاني في الرسالة المستطرفة عند (الكلام عن الواحدي تلميذ الثعلبي ولم يكن له ولا لشيخه كبير بضاعة في الحديث بل في تفسيريهما أحاديث موضوعة وقصص باطلة) والعجب أن السمرقندي عاب كل التفاسير حتى تفسير الطبري.

[٤] الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: لابن عطية الأندلس الغرناطي المتوفي ٥٤٦ هـ:

ولقد أبدع ابن عطية وأحسن في هذا التفسير، حتى طار صيته، وصار أصدق شاهد لمؤلفه بإمامته في العربية وغيرها من النواحي، يذكر الآية ثم يفسرها بعبارة عذبة سهلة، ويورد من التفسير المأثور ويختار منه في غير إكثار، وينقل عن ابن جرير، ويناقش المنقول عنه أحيانا، كما يناقش ما ينقله عن غير ابن جرير ويرد عليه، وهو كثير الاستشهاد بالشعر العربي، معنيّ بالشواهد الأدبية، قال عنه ابن تيمية: (وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشري وأصح نقلا وبحثا وأبعد عن البدع، وإن اشتمل عليه بعضها، بل هو خير منه بكثير، بل لعله أرجح هذه التفاسير ..) (١).


(١) التفسير والمفسرون ١/ ٢٣٠ - ٢٣٤.

<<  <   >  >>