للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه ابن قتيبة كتابة (تأويل مشكل القرآن) والسيوطي تناوله في الإتقان في النوع الثامن والأربعين: (في مشكله وموهم الاختلاف والتناقض (وكتب الشيخ محمد الأمين الشنقيطي كتابة دفع الإيهام والاضطراب عن آيات الكتاب (١).

وتأمل هذا الحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه لتعرف أهمية معرفة المشكل بالنسبة للمفسر وطالب التفسير والداعية وعموم المسلمين: «جاء رجل إلي ابن عباس فقال: رأيت أشياء تختلف عليّ من القرآن، فقال ابن عباس: ما هو؟ أشك؟ قال: ليس بشك، ولكنه اختلاف قال هات ما اختلف عليك من ذلك قال: أسمع الله يقول: ثُمَّ لَمْ تَكنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا واللَّهِ رَبِّنا ما كنَّا مُشْرِكينَ (٢٣) [الأنعام: ٢٣]، وقال: ولا يَكتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [النساء: ٤٢]، وأسمعه يقول: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ولا يَتَساءَلُونَ (١٠١) [المؤمنون: ١٠١] ثم قال: وأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلي بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٧) [الصافات: ٢٧]، وقال: أَإِنَّكمْ لَتَكفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدادًا ذلِك رَبُّ الْعالمين (٩) وجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وبارَك فِيها وقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) ثُمَّ اسْتَوي إِلَي السَّماءِ وهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها ولِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعًا أَوْ كرْهًا قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (١١) [فصلت: ٩ - ١١]، أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّماءُ بَناها (٢٧) رَفَعَ سَمْكها فَسَوَّاها (٢٨) وأَغْطَشَ لَيْلَها وأَخْرَجَ ضُحاها (٢٩) والْأَرْضَ بَعْدَ ذلِك دَحاها (٣٠) [النازعات: ٢٧ - ٣٠] وأسمعه يقول: وكان الله .. ما شأنه يقول: وكان الله .. ؟.

فقال ابن عباس: أما قوله ثُمَّ لَمْ تَكنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا واللَّهِ رَبِّنا ما كنَّا مُشْرِكينَ (٢٣) [الأنعام: ٢٣] (فإنهم لما رأوا يوم القيامة أن الله يغفر لأهل


(١) المرجع السابق ص ٢٦٢.

<<  <   >  >>