وتركتم على الواضحة إلا أن تميلوا بالناس يمينًا وشمالاً.
قال مالك: قد نهجت السبل (واستبان الأمر).
قال ذلك الرجل: لأنا عليكم من العمد أخوف مني عليكم من الخطأ.
قال مالك: وإنما فسدت الأشياء حين تُعدِي بها منازلها.
قال مالك: وليس هذا الجدل من الدين بشيء.
(قال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه عرضًا للخصومات أكثر التنقل والدين حدوده بينة ليس بأمر توقف فيه النظر).
قال عمر بن عبد العزيز: لست بمبتدع ولكني متبع.
قال مالك: وكان يقال لا تُمكن زائغ القلب من أذنيك فإنك ما تدري ما يعلمك من ذلك، ولقد سمع رجل من الأنصار من [٤ ب] أهل المدينة شيئًا من بعض أهل القدر، فعلق قلبه، فكان يأتي إخوانه الذين يستنصحهم، فإذا نهوه قال: فكيف بما علق قلبي ولو علمت أن الله رضي أن ألقي بنفسي من فوق هذه المنارة فعلت.
قال مالك: ولقد قال رجل: لقد دخلت هذه الأديان كلها فلم أر شيئًا مستقيمًا، فقال له رجل من أهل المدينة من المتكلمين: أنا أخبركم لِمَ ذلك، لأنك لا تتقي الله [تعالى]، ولو اتقيته لجعل لك مخرجًا.