وسئل عن ذلك مالك فقيل له: أرأيت الرجل يموت ولك عليه دين لا وفاء له به؟
قال: أفضل عندي أن أحلله، وأما الرجل يظلم الرجل، وفي رواية أخرى يغتابه وينتقصه، فلا أرى ذلك، قال الله عز وجل:{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ}[الشورى: ٤٢].
وفي رواية أخرى، قال: كان بعض الناس يحلل من ظلمه ويتأول الحسنة بعشر أمثالها، وما هذا بالبين عندي، ولا (أدري ما) هذا فإن الذي لم يعف لمستوف حقه.
قيل لمالك: فالرجل يُولي العمل فيأبى، ويشير بمن يعمل؟
قال: إن أشار بمأمون فلا بأس بذلك [١٢ ب].
قيل لمالك: فالجر يُدْعى للعمل فيكره أن يجيب ويخاف أن يُسجن أو يُجلد، طهره أو تُهدم داره؟
قال: فليصبر على ذلك ويترك العمل، وأما من خاف على دمه فلا أدري ما حدّ ذلك، ولعل له في ذلك سعة إن عمل.
[باب في الدعاء وذكر الله وقراءة القرآن والقراءة بالألحان والقصص والذكر في المساجد والمصاحف ورطانة العجم والسمر بعد العشاء]
قال أبو محمد:
قال مالك: قال معاذ بن جبل: ما عمل آدمي من عمل أنجى له من عذاب