قال البطليوسي: فهذه المواضع كلها (رب) فيها للتقليل، وهي كثيرةٌ جداً، وإنما تخيرت منها أوضحها، وهذه حقيقة (رب) وموضوعها، وبالله التوفيق.
باب
(ذكر المواضع التي وقعت (رب) فيها بمعنى التكثير على طريق المجاز)
إنما تأتي (رب) بمعنى التكثير في معظم أحوالها في المواضع التي يذهب بها إلى الافتخار والمباهاة، كقول القائل:«رب عالم لقيت»، و «رب يوم سرور شهدت»، لأن الافتخار لا يكون إلا بما كثر من الأمور في الغالب من أحوالها، وقد يكون لقاء الرجل الواحد أذهب في الفخر من لقاء الجماعة، ولكن الأول هو الأكثر، فمن ذلك قول امرئ القيس:
(ألا رب يوم لك منهن صالح ... ولا سيما يوم بدارة جلجل)
وقوله:
(فإن أمس مكروباً فيا رب بهمة ... كشفت إذا ما اسود وجه الجبان)