السجن بضع سنين إنما كان معاقبة له حين نسي ذكر ربه، ولم يفزع إلى ذكر الله- تعالى- على ما قاله مجاهد والحسن؟ فالجواب: أن عودة الضميرين على الناجي من الفئتين لا يمنع من أن يكون لبثه في السجن ما لبث عقابًا من الله- تعالى- ويكون الله- عز وجل- لم يلهم الفتى الناجي لذكر ربه قصته إلا بعد تلك المدة].
وليس في حديث النبي- صلى الله عليه وسلم- ما يمنع من هذا، ولا فيه بيان أن الشيطان أنسى يوسف دون أن يكون أنسى الفتى الناجين، وإنما أراد- صلى الله عليه- بقوله:«لولا كلمة يوسف» قوله للفتى: اذكرني عند ربك، فذكر أن العقاب أصابه من أجل هذه الكلمة، وليس في حديثه ما يقطع بأن// الشيطان أنسى يوسف دون أن يكون أنسى الفتى، فهذا ما عندي من الجواب عما سألت عنه، والله الموفق للصواب برحمته، كملت المسألة، والحمد لله حق حمده، وصلى الله على نبيه الكريم وعبده.