يسمى الهلال بدرا، وأما الليل فإنه يشبه في أول انبعاثه بالطفل، وفي حين انتصافه واستحكام ظلامه بالكهل، وفي حال إدباره بالشيخ، وفي ذلك كثير من الشعر.
فمن مليح ما جاء في ذلك قول أبي فراس:
(لبسنا رداء الليل راضع ... إلى أن تردى رأسه بمشيب)
فجعل الليل في أوله كالطفل الرضيع، وفي آخره كالشيخ الأشيب.
وقد وصفه أبو العلاء بالاكتهال في قصيدة أخرى فقال:
(من الزنج كهل شاب مفرق رأسه ... وأوثق حتى نهضه متثاقل)
وقد ألممت ببعض هذا المعنى استحسانا له فقلت:
(ترى ليلنا شابت نواصيه كبرة ... كما شبت، أم في الجو روض بهار؟ )
(كأن الليل الشفع في الأفق جمعت ... ولا فضل فيما بينها لنهار)
ومما يدل على أن ذكر البدر هنا غلط خروجه من التشبيه المذكور في البيت الذي بعده؛ لأنه شبه الليلة بسوداء، وشبه النجوم بقلائد الجمان ولم يشبه البدر ولا الهلال بشيء.
ورأيناك قد زدت في القصيدة المهموزة بيتا فاسد الوزن، وهو: