(ونضربه حتى اطمأن قذاله ... ولم يطمئن قلبه وخصائله)
فلما كانت بهذه الصفة من النشاط صارت كأن في صدورها أضغانًا على أصحابها، فوصف زهير أنها كانت في أول أمرها على هذه الصفات، وأنهم لم يزالوا يركبونها لكل صارخ يستغيث، ويروضونها بكثرة الركض والركوب حتى أزالت أضغانها، ولانت عرائكها، وذهب ما فيها من الالتواء والإعراض.
وتقدير البيت على مذهب الكوفيين: كانت تشتكي أضغانها فأقام الألف واللام مقام الضمير على حد قولهم: مررت برجل حسن الوجه، أي: على معنى وجهه، وفي قوله تعالى:{مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ}[ص: ٥٠] أن المعنى مفتحة أبوابها، فقسم ونوع فقال: اللجون الخب ومنها اللجج الحرون، فيرتفع (اللجون) بالابتداء، وخبره في قولها منها، واللجج مبتدأ [ثان] وخبره محذوف، أراد: ومنها اللجج الحرون، وعطف جملة على جملة، ولابد من تقدير (منها) مرة ثانية لأنه تقسيم وتنويع، فإن لم تضمر (منها) مرة ثانية كان التقسيم ناقصًا، ونظيره قول الله- عز