للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن الإنسان يفتح نظره بشيء لا مادة له، وينتهي نظره إلى شيء لا مادة له، فيكون مرجع علمه ونظره إلى مثل مبدئه، كما أن مبدأ صورة الإنسان من شيء لا مادة له وغايته أن يعود شيئًا لا مادة له ولست أعني مبدأ صورة جسمه التي هي شكل هيولاه؛ لأن هذه مبدؤها المادة، وإنما أعني مبدأ صورته الناطقة التي صار بها الإنسان إنسانًا، وانفصل عن الحيوان الذي لا نطق له؛ لأن هذه الصورة مبدؤها من العقل [الفعال] ومرجعها إليه، وشرح هذه الجملة: أن مبدأ علم الإنسان الأعداد التي لا يحتاج في تفهمها إلى مادة، ثم يترقى منها إلى النظر في الأعظام التي يحتاج في تفهمها إلى المادة،

<<  <   >  >>