للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واسطة، والعدد الذي يتولد منه بغير واسطة هو الاثنان، وأما الثلاثة فلا توجد من الواحد إلا بتوسط الاثنين، وكذلك الأربعة لا توجد منه إلا بتوسط الثلاثة والاثنين، وكذلك الخمسة لا توجد إلا بتوسط الأربعة والثلاثة والاثنين، وهكذا كل عدد لا يوجد من الواحد إلا بتوسط ما بينه [وبين ذاك] من الأعداد فيكون العدد الذي بينهما هو الذي يؤدي إليه قوة الوحدانية، فيصير موجودًا بها، يسري إليه من تلك القوة، فالاثنان يؤديان قوة الواحد إلى الثلاثة، والاثنان والثلاثة يؤديان قوته إلى الأربعة، والاثنان والثلاثة والأربعة تؤدي قوته إلى// الخمسة، وهكذا ما زاد بالغًا ما بلغ، فهذه كيفية نشوء العدد وتولده من الواحد، وأما كيفية انعطافه عليه كانعطاف أحد طرفي الدائرة على الطرف الآخر فإن ذلك لا يكون إلا بعد تولد الأعداد منه، واستيفائها مراتب الآحاد التسعة التي عليها تدور مراتب الأعداد، وليست للعدد بعد التسعة مرتبة، ولكن كلما بلغ عدد إلى مرتبة التسعة انعطف إلى مرتبة الواحد، فصار دائرة وهمية.

بيان ذلك: أن الواحد نشأ منه الاثنان، وتؤدي الاثنان قوته إلى الثلاثة، [فيكون الثلاثة من الواحد بواسطة الاثنين وكلاهما علة لوجود الثلاثة] غير أن

<<  <   >  >>