للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحيط بها العقول، وإنما يعلم ذلك مما يدل عليه الدليل من غير تصوير ولا تمثيل كسائر صفاته التي تثبت ولا تكيف، وقد رد أرسطاطاليس كل قول من هذه الأقوال وأنكره، وضلل قائله وكفره.

فإن قال قائل: كيف أنكر هذه الأقوال وكفر من قالها، وهو قد قال في كتابه الموسوم بـ (ما بعد الطبيعة): «إن الباري- تعالى- علة العالم على معنى أنه فاعل له، وأنه غاية له، وأنه صورة له؟ »، فالجواب: أنه لم يرد ما توهمته، وكيف يصح أن ينكر شيئًا ويقول بمثله، وقد صرح بأن الباري- سبحانه- لا يوصف بالصورة الشخصية ولا الصورة النوعية، ولا بصفة بها نقص- تعالى الله عن ذلك- وأنه مباين للأشياء، غير موصوف بصفاتها؟ . فثبت بهذا أنه إنما وصفه بأنه صورة للعالم بمعنى لا يلحقه به نقص-[تعالى عن ذلك]- ولا شبه، [وأنه مباين للأشياء غير موصوف بصفاتها] كما يسمى حيًا، وعالمًا، وقادرًا، ونحو ذلك

<<  <   >  >>