موقع صاحبتها مع حفظها لأصل وضعها، وهذه سبيل المجاز: لأنه عارض يعرض للشيء فيستعار في غير موضعه، ولا يبطل ذلك حقيقته التي وضع عليها. ومثال ذلك: المدح والذم، فإنهما وضعا على التناقض في أصل وضعهما، ثم يعرض لهما المجاز [لأنه عارض يعرض] فيستعمل الذم مكان المدح، كقول القائل: أخزاه الله ما أشعره ولعنه الله ما أفصحه! وقد يستعمل المدح مكان الذم فيقال للأحمق: «يا عاقل! »، وللجاهل:«يا عالم! »، وللبخيل:«يا جواد! ». وذلك على سبيل الهزء. قال الله تعالى حكاية عن قوم (شعيب) أنهم قالوا له: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}[هود ٨٧: ١١] وقال فرعون: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}[الدخان ٤٩: ٤٤]. ومثله قول الشاعر:
(وقلت لسيدنا: يا حكيـ ... ـم إنك لم تأس أسواً رفيقاً).