للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البحث الثاني عشر: أن الإيمان هل هو التصديق المجرد أو التصديق بالقلب مع أعمال الجوارح الظاهرة.

حجة الأول حديث جبريل هذا حيث قال: "الإيمان أن تؤمن بالله" وهو التصديق كما مَرَّ، وخص أعمال الجوارح باسم الإسلام، وأيضًا قوله عزَّ وجلَّ {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} [سورة الكهف: ١٠٧] والعطف يقتضي التغاير فالأعمال غير الإيمان (أ).

حجة الثاني وهم جمهور أهل الحديث حديث ابن عباس في وفد عبد القيس حيث فسر لهم الإيمان بالأعمال مع التوحيد وقد سبق أنه لاضطرابه لا يعارض حديث جبريل (١)، وأيضًا احتجوا بقوله عليه الصلة والسلام: "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" (٢).

وجوابه: أن الأعمال من آثار الإيمان وَمسَبَّباتِهِ لا من حقيقته، بدليل ما سبق من حجة الآخرين وجمعا بينه وبين حديث جبريل.

واحتجوا بما رووه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان".

وجوابه أن هذا لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هو قول بعض مجتهدي أئمة


(أ) في م والإيمان غير الأعمال.
(١) سبق الكلام على هذا الاضطراب المزعوم.
(٢) رواه البخاري ١/ ١٣ ومسلم ١/ ٦٣ من حديث أبي هريرة.