للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأما اليوم الآخر فأوله من ساعة الموت إلى المحشر، ثم إلى الأبد إما في نعيم مخلد -جعلنا الله وإياكم من أهله- وإما في عذاب شديد (أ) -أعاذنا الله عزَّ وجلَّ وإياكم منه، فيجب الإيمان بما بينَ الموت إلى دخول إحدى الدارين فما بعد ذلك مما صحَّت به نصوص الشرع، إذ لا طريق إلى معرفة ذلك إلا خبر الشرع المعصوم، وهي كثيرة موجودة في كتاب البعث والنشور (١) للبيهقي، وفي العاقبة لعبد الحق (٢)، وفي غيرهما من كتب السنة، وفي القرآن العظيم أكثرها؛ بل جميعها، لكن على طريق الإجمال في بعضها.

وأما القدر: فقد سبق معنى الإيمان به في ذكر أفعاله عزَّ وجلَّ.

وظاهر هذا الحديث أن القدرية يكفرون بإنكار القدر لأنه عليه الصلاة والسلام جعل الإيمان به من جملة أركان الدين التي لا يتم بدونها، ويشهد لهذا قول ابن عمر: أخبرهم: يعني القدرية أني منهم برئ، ولولا أنه علم كفرهم من السنة لما تبرأ منهم، وقوله عليه الصلاة والسلام: "القدرية


(أ) في م سرمد.
= وتعالى أم مكتسبة، بل هم مطبقون على أن النبوة موهبة ربانية لا تُدرك برياضات صوفية، ولا مجاهدات اتحادية، وكان للمؤلف سعة في السكوت عنه وعدم نقل مثل هذا الإلحاد في كتاب يشرح فيه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي وأمي.
(١) طبع طبعات ناقصة.
(٢) هو عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الإشبيلي الأندلسي الإمام الحافظ البارع ت ٥٨١ السير ٢١/ ١٩٨ وكتابه (العاقبة في ذكر الموت والآخرة) طبع مرات، أجودها طبعة الكويت.