للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولدها" (١) فعلق العتق بالولد، ومقتضى حديث ابن مسعود أنه لا يسمى ولدا قبل أربعة أشهر لأنه سماه قبلها نطفة وعلقة ومضغة، ولا شيء من ذلك بولد لغة ولا عرفا، وإنما يسمى ولدا إذا نفخ فيه الروح بعد ذلك، ثُمَّ وُلِدَ.

فإن قيل: الشرع علَّق عتقها بالولد، والولد مشتق من الولادة، وهي الخروج من الرحم؟

قلنا: يلزم على هذا أن تصير أم ولد بوضع النطفة إذا خرجت من الرحم وليس كذلك، ولو قال به قائل لكان بعيدا عن دليل الشرع، وإنما ذهب بعض الفقهاء إلى صيرورتها أم ولد بدون ما ذكرناه حرصا على عتقها وتشوُّفا إليه ولو بسبب ضعيف كالعتق بالسراية.

البحث الرابع: أن نفخ الروح في هذا الحديث بعد مائة وعشرين يوما، وصحَّ في حديث آخر أنه بعد أربعين، أو اثنين وأربعين يومًا (أ) (٢).

وأشبه ما يجمع به بينهما حمله على أن بعض الأجنّة ينفخ فيه الروح بعد مائة وعشرين يوما، وبعضهم بعد اثنين وأربعين تخصيصا لكل واحد من الحديثين بالآخر. والله أعلم.


(أ) في س بعد اثنين وأربعين يوما.
(١) رواه ابن ماجه ٢/ ٨٤١ والحاكم ٢/ ١٩ من حديث ابن عباس. قال الزيلعي: والحديث معلول بابن أبي سبرة وحسين فإنهما ضعيفان. نصب الراية ٣/ ٢٨٧.
(٢) لكن في حديث حذيفة بن أسيد -ولعله الذي يشير إليه المؤلف- "يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة" صحيح مسلم ٤/ ٢٠٣٧.