للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يشاء" (١).

البحث السادس: قوله: "يعمل بعمل أهل الجنة" إلى آخره، هو قسمان من أربعة، لأن الإنسان إما أن يعمل بعمل أهل الجنة من أول عمره إلى آخره، أو بعمل أهل النار مثل ذلك، أو يعمل بعمل أهل الجنة أول عمره ويعمل بعمل أهل النار عند انختامه (أ)، أو بالعكس.

واعلم أن أهل التحقيق اختلفوا، فمنهم: من يراعى (ب) حكم السابقة وجعلها نصب عينه، ومنهم: من راعى حكم الخاتمة، والأشبه الأول لأن الله سبحانه وتعالى سبق في علمه الأزلي سعيد العَالَم وشقيه، ثم الخاتمة عند الموت مرتبة على العلم الأزلي ومبنية عليه بحسب صلاح العمل عندها وفساده ثم حقيقة السعادة والشقاوة في الدار الآخرة مبنية على الخاتمة، والمبنيُّ على المبنيِّ على الشيء مبنيٌّ على ذلك الشيء، فحقيقة السعادة والشقاوة مبنية على سابق العلم بها، فهي إذن أولى بالخوف منها والمراعاة لها.

البحث السابع: قوله: "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، ويعمل بعمل أهل النار فيسبق عليه الكتاب فيعمل ... " كل هذا إشارة إلى أنه لا بُدَّ من سببيَّة الأعمال للسعادة والشقاوة.


(أ) في م الخاتمة.
(ب) في م راعى.
(١) رواه ابن ماجه ٢/ ١٢٦٠ وابن أبي عاصم في السنة ١/ ١٠١ من حديث أنس وصححه الألباني في ظلال الجنة.