للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكم أو محتمل، فهي أربعة أقسام:

فإن كان متواترا صريحا فهو قاطع من جهة متنه ودلالته، لكن قد يكون محتملا من جهة عموم أو إطلاق (أ)، وذلك يقدح في كونه قاطعا مطلقا، فإن فرض عدم احتماله من جهة العموم والإطلاق ونحوه وحصلت فيه القطعية من كل جهة بحيث لا يتطرق إليه احتمال بوجه منعنا أن مثل هذا يخالف المصلحة فنعود إلى الوفاق.

وإن كان آحادا محتملا فلا قطع، وكذا إن كان متواترا محتملا، أو آحادا صريحا لا احتمال في دلالته بوجه، لفوات قطعيته من أحد طرفيه إما متنه أو سنده، وأيضًا فإن الإجماع أقوى من النص فإذا نازعناكم في الإجماع ورجحنا عليه المصلحة فالنص بذلك أولى، فانتفت بذلك دعوى القطعية في مستند (ب) الإجماع من جهة الإجماع والنص، فلم يبق إلا رعاية المصلحة، فإذا استند الإجماع إليها فهو موافق لما نقوله، لأنا نعتمد في الأحكام المصلحة سواء كانتا بواسطة الإجماع ونحوه أو بغير واسطة.

الآية الثالثة (١): قوله عزَّ وجلَّ {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [سورة آل عمران: ١١١] الآية، وهو ثناء عليهم، وثناء الله عزَّ وجلَّ عليهم تعديل لهم فليكن إجماعهم حجة.


(أ) في م العموم أو الإطلاق.
(ب) في أ، م مسند.
(١) من أدلة الإجماع.