للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قريش بهذه الصفة إلا الشافعي.

والحنفية رووا "يكون في أمتي رجل يقال له: النعمان، هو سراج أمتي، هو سراج أمتي، هو سراج أمتي، ويكون فيهم (أ) رجل يقال له: محمد بن إدريس هو أضر على أمتي من إبليس" (١).

والحنابلة رووا "يكون في أمتي رجل يقال له: أحمد بن حنبل يصبر على سُنَّتِي صبر الأنبياء"، أو كما قال، ذهب عني لفظه. وقد ذكره أبو الفرج الشيرازي (٢) في أول كتابه المبهج (ب).

واعلم أن هذه الأحاديث ما بين صحيح لا يدل، أو دالٍّ لا يصح.

أما الرواية في مالك والشافعي فجيدة لكنها لا تدل على مقصودهم، لأن عالم المدينة إن كان اسم جنس فعلماء المدينة كثير، ولا اختصاص لمالك دونهم، وإن كان اسم شخص فمن علماء المدينة الفقهاء السبعة وغيرهم من مشايخ مالك الذين أخذ عنهم، وكانوا حينئذ أشهر منه فلا وجه لتخصيصه


(أ) في م في أمتي.
(ب) في م المنهج.
(١) قال أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب الموضوعات ٢/ ٤٨ هذا حديث موضوع، لعن الله واضعه، وهذه اللعنة لا تفوت أحد الرجلين، وهما مأمون، والجويباري، وكلاهما لا دين له، ولا خير فيه، كانا يضعان الحديث.
(٢) هو عبد الواحد بن محمد بن علي بن الشيرازي ثم المقدسي ثم الدمشقي أبو الفرج الأنصاري شيخ الشام في وقته، كان إماما عارفا بالفقه والأصول، شديدًا في السنة، زاهدا، له عدة تصانيف في الفقه والأصول منها (المبهج) ت ٤٨٦ بدمشق. كتاب الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ١/ ٦٨.