للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بذلك دونهم، وإنما حمل أصحابَهُ على حمل الحديث عليه كثرةُ أتباعه وانتشار مذهبه في الأقطار، وذلك أمارة على ما قالوه.

وكذلك "الأئمة من قريش" لا اختصاص للشافعي به، ثم (أ) هو محمول على الخلفاء في ذلك، وَرِدْفٌ على ذلك، احتجَّ به أبو بكر رضي الله عنه يوم السقيفة.

وكذلك "تعلموا من قريش" لا اختصاص لأحد به.

أما قوله: "عالم قريش يملأ الأرض علما" فابن عباس يزاحم الشافعي فيه، وهو أحق به لسبقه وصحبته ودعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - له في قوله: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" (١) وكان يسمى بحر العلم وحبر العرب، وإنما حمل الشافعية الحديث على الشافعي لاشتهار مذهبه وكثرة أتباعه، على أن مذهب ابن عباس مشهور بين العلماء لا ينكره أحد.

وأما الرواية في أبي حنيفة وأحمد بن حنبل فموضوعة باطلة لا أصل لها.

أما حديث "هو سراج أمتي" فأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وذكر أن مذهب الشافعي لما اشتهر أراد الحنفية إخماله (ب) فتحدثوا مع مأمون بن أحمد السلمي (٢)، وأحمد بن عبد الله الجويباري (٣)، وكانا كذابين


(أ) في م بل هو.
(ب) في م إخماده.
(١) رواه البخاري ١/ ٦٦ ومسلم ٤/ ١٩٢٧ من حديث ابن عباس.
(٢) قال الذهي: أتى بطامَّات وفضائح. ميزان الاعتدال ٣/ ٤٢٩.
(٣) قال الذهبي: الجويباري ممن يضرب المثل بكذبه. ميزان الاعتدال ١/ ١٠٧.