للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: لا أكتب مع القرآن غيره، مع علمه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اكتبوا لأبي شاه" (١) خطبة الوداع، وقال: "قيدوا العلم بالكتابة (أ) " (٢) قالوا: فلو ترك الصحابة يدون كل واحد منهم ما روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لانضبطت السنة، ولم يبق بين أحد (ب) من الأمة وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل حديث إلا الصحابي الذي دون روايته، لأن تلك الدواوين كانت تتواتر عنهم إلينا، كما تواتر البخاري ومسلم ونحوهما (٣).


(أ) في م بالكتاب.
(ب) في س أحد الأمة، وفي م آخر الأمة.
(١) رواه البخاري ١/ ٥٣ من حديث أبي هريرة.
(٢) رواه الحاكم في المستدرك ١/ ١٠٦، والطبراني في المعجم الأوسط ١/ ٢٥٩ من حديث عبد الله بن عمرو وفي سنده عبد الله بن المؤمل. قال الذهبي في التلخيص: ابن المؤمل ضعيف.
(٣) بئس هؤلاء الناس الذين يطعنون في الخليفة الراشد الهادي المهدي بذلك، فإنه لم ينفرد بالمنع، بل أُثِرَ المنع من كتابة الحديث عن جماعة من الصحابة، منهم أبو سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، ومن التابعين عمر بن عبد العزيز، وعبيدة السلماني، والقاسم بن محمد، وعمرو بن دينار، والضحاك، وغيرهم، وقد ساق الخطيب البغدادي في تقييد العلم روايات المنع من كتابة الحديث عنهم. ثم قال: ثبت أن كراهة من كره الكتاب من الصدر الأول إنما هي لئلا يضاهى بكتاب الله تعالى غيره، أو يشتغل عن القرآن بسواه. ٥٧.
تنبيه: عَدَّ الحافظ ابن رجب هذا الكلام كذبا وفجورا من الطوفي، ودسيسة من دسائسه الخبيثة المتضمنة: أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه هو الذي أضل الأمة قصدا منه وتعمدا. انظر ذيل طبقات الحنابلة ٢/ ٣٦٨.