للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومدارسته يجازى عليه بأشياء:

أحدها: نزول السكينة عليهم لأنها الطمأنينة، وبذكر الله عزَّ وجلَّ تطمئن القلوب، والمراد أنها تطمئن للإيمان حتى يفضي بها إلى الروضات (أ) في جوار الرحمن.

الثاني: غشيان الرحمة لهم لأن ذكر الله تعالى إحسان، والرحمة إحسان، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.

الثالث: حفت الملائكة بهم لاستماع الذكر تعظيما للمذكور وإكراما للذاكر.

الرابع: ذكر الله عزَّ وجلَّ لهم فيمن عنده من الملائكة لقوله عزَّ وجلَّ {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة: ١٥٢] {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [سورة العنكبوت: ٤٥] وقوله: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه" (١).

وقوله: "وما اجتمع قوم" قد سبق الخلاف في القوم، فإن قلنا: هم الذكور والإناث فلا إشكال، وإن قلنا: هم الرجال خاصة ألحق النساء بهم في ذلك بالقياس، وأنهن إذا اجتمعن لذكرٍ أو تلاوة حصل لهن الجزاء المذكور لاشتراك القبيلتين (ب) في التكليف.


(أ) في س، م الرضوان.
(ب) في ب القبيلين.
(١) رواه البخاري ٦/ ٢٦٩٤ ومسلم ٤/ ٢٠٦١ من حديث أبي هريرة.