للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه غير فقيه".

قال الشيخ: "نَضَّر الله امرءا" روي بتشديد الضَّاد وتخفيفها، والتشديد أكثر. ومعناه: حَسَّنَه وجمَّلَهُ انتهى كلامه.

قلت: وقد رجَّح بعضهم التخفيف. ونَضَرَهُ من قوله عزَّ وجلَّ {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [سورة المطففين: ٢٤] ورُبَّ مُبَلَّغٍ بفتح اللام. وكان بعض أهل العلم يقول: إنِّي لأرى في وجوه أهل الحديث نضرة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "نَضَّر الله امرءًا" الحديث. يعني أنها دعوة أجيبت.

قوله: "وقد رأيت جمع أربعين أهمَّ من هذا كله، وهي أربعون حديثًا مشتملة على جميع ذلك" يعني ما جمعه فيه غيره من العلماء من أحاديثهم من أصول الدين وفروعه والجهاد والزهد والآداب والخطب كالأربعين الودعانية (١).

قوله: "وكل حديثًا منها" أي: من أربعينه التي جمعها "قاعدة عظيمة من قواعد الدين" أي: أسٌّ من أساسه التي يبنى عليها "وقد وصفه العلماء بأنَّ مدار الإسلام عليه، أو نصف الإسلام أو ثلثه أو نحو ذلك" يعني: أنَّ كل حديث منها قد وصف بذلك.


(١) نسبة إلى قاضي الموصل أبو نصر محمد بن عليّ بن عبيد الله بن ودعان الموصلي ت ٤٩٤ قال ابن ناصر: رأيته ولم أسمع منه لأنَّه كان متهمًا بالكذب، وكتابه في الأربعين سرقه من زيد بن رفاعة، وزيد وضعه أيضًا، وكان كذابًا، ألف بين كلمات قد قالها النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم -، وبين كلمات من كلام لقمان والحكماء وغيرهم وطول الأحاديث. السير ١٩/ ١٦٤ طبع الأربعين له بتحقيق الشَّيخ على حسن الحلبي.