للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كَدِيْنكَ مِن أُم الحُوَيرِثِ قَبلَهَا ... ........................

وروي كدأبك، وهو أشهر.

وقول الآخر (١):

تَقُولُ: وَقَد ذَرَأتُ لَها وَضِيْني ... أَهَذا دِيْنُهُ أَبَدًا وَدِيني

أي: عادته وعادتي.

وأمَّا معانيه ففيها أبحاث:

البحث الأول: قوله: "شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر" هو إشارة إلى غرابة هذه القضية لأنَّ الرجل هيئته هيئة حاضر لا يخفى عليه أمر الدين مع اشتهاره غالبًا خصوصًا في المدينة، وسؤاله سؤال أعرابي وارد غير عالم بالدين. وهذا بخلاف حديث طلحة بن عبيد الله جاء أعرابي ثائر الرأس من أهل نجد يُسمع دويُّ صوته الحديث (٢)؛ إذ وصفه بصفة الأعراب الواردين فلم يكن في سؤاله غرابة ولا عجب.

وقوله: "بياض الثياب، وسواد الشعر" مطابقة جَيدَةٌ تامَّةٌ.


(١) البيت للمُثَقِّب العَبدِي، ينظر ديوان شعر المثقب العبدي ١٩٥ ورواية الديوان هكذا:
تقولُ: إذا دَرَأتُ لَهَا وَضيني ... أهَذَا دِينُهُ أبدًا وَدِيني
أخرى: أقول: إذا ذَرَأتُ لها وَضيْنًا
ذَرَأته: أزَلتُهُ عن موضعه. وفي هامش الديوان: يريد أن ناقته سئمت كثرة ما يرحلها، فإذا شَدَّ عليها الوضين -والوضين إنَّما يُشدُّ عليها مع الرحل- ضَجَّت، فكأنها في حالة الذي لو تكَلَّم لنطق بهذا القول، وشَكَا حَالَهُ.
(٢) رواه البُخاريّ ١/ ٢٥ ومسلم ١/ ٤٠.