للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم (١)، أمته خير الأمم.

الشرح

بعد أن ذكر المؤلف -رحمه الله- بعض ما يتعلق بالقرآن، وبعض ما يتعلق باليوم الآخر، أتبع ذلك بما يجب اعتقاده في رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم -، فهو: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، الواجب الإيمان به، وأنه عبد الله ورسوله، فلا يصح إيمان أحد حتى يشهد بأنه عبدالله ورسوله، وأنه رسول الله إلى الناس كافة، كما قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ:٢٨]، وأنه خاتم النبيين، كما قال الله تعالى: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب:٤٠].

فلا طريق إلى الله بعد مبعثه إلا باتباعه، فكل من طلب القربى إلى الله، وطلب النجاة من عذابه، والفوز بمرضاته؛ من غير طريق ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه خاسر، كما قال الله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:٨٥]، فلا هدى ولا رحمة ولا سعادة ولا فوز ولا فلاح إلا باتباعه - صلى الله عليه وسلم -، وهو رسول الله إلى جميع الناس، ولا بد من الإيمان بذلك، وكل من دان بغير شريعته فهو كافر هالك شقي إذا مات على ذلك، وهو من أهل النار.


(١) روى الإمام أحمد في مسنده برقم (٢١٢٤٥) والترمذي في جامعه برقم (٣٦١٦) وابن ماجه في سننه برقم (٤٣١٤) من حديث أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم غير فخر)).

<<  <   >  >>