قوله:((فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ، وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم، ثم حجبهم عما أمَّلُوه، وقطع أطماعهم عما قصدوه، بقوله سبحانه:{وَمَا يَعْلَمُ تَاوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}[آل عمران:٧])): فهم إذاً طلبوا المستحيل، حيث حجبه سبحانه عنهم، {وَمَا يَعْلَمُ تَاوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}[آل عمران:٧].
وهذا على قراءة الجمهور، جمهور الأمة سلفاً وخلفاً، حيث يقفون على لفظ الجلالة، فهذا التأويل لا يعلمه أحد إلا الله، فهي من حقائق الغيب، فما أخبر الله به عن نفسه، وما أخبر به عن اليوم الآخر، لا يعلم حقائقه إلا الله.
ثم نقل المؤلف رحمه الله نقلاً عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يتضمن منهج أهل السنة والجماعة، حيث يقول رحمه الله:
نقولات عن أئمة السلف في
منهج الإيمان بالصفات وتقرير مذهبهم
[أولاً]: قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - رضي الله عنه - في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله ينزل إلى سماء الدنيا))، وَ ((إن الله يُرى في القيامة))، وما أشبه هذه الأحاديث: (نؤمن بها، ونصدق بها، لا كيف، ولا معنى، ولا نرد شيئاً منها، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق، ولا نرد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه، بلا حدٍ ولا غاية، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى:١١]، ونقول كما قال، ونصفه