للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بما وصف به نفسه، لا نتعدى ذلك، ولا يبلغه وصف الواصفين، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شُنِّعَت، ولا نتعدى القرآن والحديث، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتثبيت القرآن)).

[ثانياً]: قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي - رضي الله عنه -: ((آمنت بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله)).

وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم، كلهم متفقون على الإقرار، والإمرار، والإثبات لما ورد من الصفات، في كتاب الله، وسنة رسوله، من غير تعرض لتأويله.

الشرح

((قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - رضي الله عنه - في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله ينزل إلى سماء الدنيا)) (١)،


(١) حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له))، رواه البخاري في صحيحه برقم (١١٤٥)، ومسلم في صحيحه برقم (٧٥٨)، قال الشارح الشيخ عبدالرحمن البراك -حفظه الله- في كتابه توضيح مقاصد الواسطية (ص ١٦٧): ((وهذا الحديث رواه جمع غفير من الصحابة، وعده أهل العلم من المتواتر، فقد تواترت السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإثبات نزول الرب تعالى في آخر الليل)).

<<  <   >  >>