الاختلاف بين العباد، لكن المختلفون تارة يكونون مذمومين كلهم، وتارة يحمد أحد الطرفين ويذم الآخر، وتارة يحمدون كلهم، فكل منهم يحمد على اجتهاده، وطلبه للحق، وتحريه للصواب، فلا يحمدون على اختلافهم، بل يحمدون على اجتماعهم، وهو المطلب الشرعي، فإن تيسر الاجتماع وجدت الرحمة، فالرحمة في الاجتماع لا في الاختلاف، والصراط المستقيم هو ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته.
قوله:((وإجماعهم حجة قاطعة)): يشير المؤلف -رحمه الله- إلى أن الإجماع عند أهل السنة والجماعة حجة قاطعة، ولكن الإجماع الذي ينضبط هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في العقيدة الواسطية بقوله:((والإجماع الذي ينضبط: هو ما كان عليه السلف الصالح؛ إذ بعدهم كثر الاختلاف، وانتشرت الأمة)) (١)، فالإجماع الذي ينضبط هو إجماع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.
[الخاتمة]
نسأل الله أن يعصمنا من البدع والفتنة، ويحيينا على الإسلام والسنة، ويجعلنا ممن اتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحياة، ويحشرنا في زمرته بعد الممات، برحمته وفضله؛ آمين.
(١) انظر توضيح مقاصد الواسطية لفضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك (ص ٢٨١).