قوله:((ونَفُذَ حكمه في جميع العباد)): فحكمه سبحانه نافذ، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضاءه، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، والحكم المضاف إليه قسمان:
- الحكم الشرعي، وهو أمره ونهيه، فالحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله، والدين ما شرعه الله.
- الحكم الكوني، وهذا القسم هو النافذ الماضي، كما جاء في الحديث من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك)) (١).
قوله:((لا تُمَثِّلُه العقول بالتفكير، ولا تتوهمه القلوب بالتصوير)): وهاتان الجملتان معناهما متقارب، فالقلوب بمعنى العقول، والتصوير بمعنى التصور.
(١) رواه أحمد في مسنده (٣٧١٢)، وابن حبان في صحيحه (٣/ ٢٥٣ - ح ٩٧٢)، قال الألباني في السلسلة الصحيحة (١/ ٣٨٧ - ح ١٩٩): ((وجملة القول: أن الحديث صحيح من رواية ابن مسعود وحده، فكيف إذا انضم إليه حديث أبي موسى رضي الله عنهما. وقد صححه شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم)).