للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: ((وقال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم)) (١): اتبعوا كتاب الله تعالى، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، واتبعوا سيرة السلف الصالح، من الصحابة الذين مضوا، ومن تبعهم بإحسان.

((ولا تبتدعوا)): فتأتوا بمخترعات من عندكم ما أنزل الله بها من سلطان.

قوله: ((وقال عمر بن عبدالعزيز - رضي الله عنه - كلاماً معناه: ((قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كَفُّوا، ولَهُم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، فلئن قلتم: حدَث بعدهم؛ فما أحدثه إلا من خالف هديهم، ورَغِب عن سنتهم، ولقد وصفوا منه ما يشفي، وتكلموا منه بما يكفي، فما فوقهم مُحَسِّرٌ، وما دونهم مُقَصِّرٌ، لقد قَصُر عنهم قوم فجفوا، وتجاوزهم آخرون فغلوا، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم)) (٢): هذا الأثر عن عمر بن عبدالعزيز - رضي الله عنه - ورحمه، وهو الخليفة الراشد، له أقوال حكيمة محكمة، متضمنة للحكم والمعاني الجليلة، وهذا الذي نقله الموفق -رحمه الله- من هذا النوع، حيث يقول:

((قف حيث وقف القوم)): أي السلف، من الصحابة ومن تبعهم بإحسان؛ فقِف معهم، ولا تتجاوز، ولا تقصِّر.


(١) رواه الدارمي في سننه (١/ ٢٨٨ - ح ٢١١)، وابن بطة في الشرح والإبانة (ص ١٥٣)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢٤٥ - ح ٨٥٣): ((رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح)).
(٢) ذم الكلام وأهله للهروي (٤/ ٨٠)، وحلية الأولياء (٥/ ٣٣٩).

<<  <   >  >>